سواء اتفقت معه أو اختلفت، أحببته أم كرهته، فإنه من الصعب تجنب الاعتراف بأن الرجل خلق حالة مختلفة في كرة القدم المغربية، على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، واستطاع أن يجد لها مكانا في أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، وحتى في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باعتباره عضو مجلس.
فوزي لقجع، بقبعة رياضية وبسيجارة في الفم، يبدو مجرد متابع ومتفرج عادي من المدرجات وهو ينتظر نهاية إحدى مباريات المنتخب بتوتّر بادٍ لا يخفى على أحد.
صورة تنطق بالكثير وتؤكد أن الرجل لم يكتف بكونه "مسؤولاً" نظريا فقط، بل فعلاً وتطبيقا، بحيث تشعر أنه يحمل همّ نتائج المنتخب ويشعر بثقل المسؤولية التي نقرّ أن الكثيرين المسؤولين المغاربة لا يتمتعون بها.
صورة لقجع على عشب الملعب لم تعد حدثاً نادرا، فالرجل في كل استعدادت المنتخب الوطني لكرة القدم تجده يجاور اللاعبين والمدرب ويطمئن على كل شاردة وواردة.
في عهده حققت الكرة المغربية الكثير، باستثناء المنتخب المغربي الذي يبقى أمام التحدي الأكبر القادم وهو كأس العالم قطر 2022، وفي الغالب سيستطيع لقجع أن "يصادق" بذلك على كل إنجازاته، أو يتراجع إلى الوراء في حالة الإخفاق.
يضع الرجل أيضا له قدماً غليظة في الاتحاد الإفريقي في مناصب مختلفة تخول للمغرب أن تكون له الكلمة في أكثر من مناسبة، كما أنه حاز جائزة "يدينكاتشو تيسيما" لأفضل رئيس اتحاد (جامعة) سنة 2018 من قبل الاتحاد ذاته.
ولد فوزي لقجع سنة 1970 بمدينة بركان (الفائز فريقها أخيرا بكأس الاتحاد الإفريقي)، وله ثلاث أخوة من أب اشتغل بسلك التدريس وأنهى مساره العملي مفتشا متقاعداً.
درس فوزي لقجع، مرحلة الابتدائية والثانوية بمسقط رأسه بركان وحصل على شهادة البكالوريا - شعبة العلوم التجريبية سنة 1988، قبل أن يلتحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة التي نال منها شهادة مهندس زراعي، حيث التحق بوزارة الفلاحة قبل أن يكمل دراسته بالمدرسة الوطنية للإدارة بالدار البيضاء.
اشتغل فوزي لقجع بالمفتشية العامة للمالية، قبل أن انتقل ليعمل رئيسا لشعبة المجالات الإدارية سنة 2000 لمدة ثلاث سنوات، ثم شغل منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية بعد أن قضى سبع سنوات في قسم الزراعة والمقاصة، ثم عين في منصب مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة المالية في يناير 2010.
بداية لقجع مع دنيا المستديرة كانت عندما انتخب رئيسا لنادي النهضة البركانية في شتنبر 2009، قبل أن يُنتخب في 11 نونبر 2013 رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خلفًا لعلي الفاسي الفهري.
بداية غامضة لم يكن يتوقع لها أحد هذا الألق والزخم، لكن الإنجازات توالت وسطع اسم الرجل بقوة في أغلبها بحضور واضح.
تعيينهُ من طرف الملك محمد السادس وزيرا منتدبا لوزارة المالية والاقتصاد المكلّف بالميزانية منذ 7 أكتوبر 2021، لم يشفع له في التفرغ لهذه المهمة فقط، وبقي على رأس الجامعة الملكية لكرة القدم، فجزاء التفوق قاسٍ لكنه ممتع أيضا.
من خلال حواراته يبدو لقجع رجلا هادئا، يعرف ويجيد ما يفعله، وتشعر أنه يتمنى ألا يتحدث كثيرا، وأن يكتفي بما حققه، وبما ينوي أن يحققه من إنجازات.
وعموما، إن كانت للرجل مثالب فأكيد أن ما حققه على رأس الجامعة المغربية شفع لها كثيرا فيها، ما لم يكن لدخوله دنيا السياسة والوزارة كلمة أخرى.